كلمة مشرفة القسم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وخير الخلق أجمعين ، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وبعد ؛ فالتاريخ هو مرآة الشعوب ، يعكس ماضيها ويترجم حاضرها ، فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها ، إذ به قوام الأمم تحيا بوجوده وتموت بانعدامه ، فمنه نأخذ العظات والعبر ، ومن آثاره الآيات والدلائل قال تعالى ﴿ قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين﴾

و في التاريخ استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحداً ، وفيه كذلك شحذ للهمم ، وبعث للروح من جديد ، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء .

التاريخ كذلك يعيننا على معرفة حال الأمم والشعوب من حيث القوة والضعف ، والعلم والجهل ، والنشاط والركود ، ونحو ذلك من صفات الأمم وأحوالها ، وعند ذلك تبرز لنا القدوة الصالحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وتركت لنا صفحات بيضاء لا تُنسى على مر الأيام والسنيين .

وصفحات التاريخ هي التي تُعلمنا إدارة الحاضر ، وسياسة المستقبل ، فتاريخ اليوم هو سياسة الأمس ، وسياسة اليوم هي تاريخ الغد .

وندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون الغد صفحات بيضاء ناصعة تُمثل امتداداً لتاريخنا المجيد ، وتراثنا المتميز ، حافلاً بالإنجازات ، مزدهراً بالتطورات ، مفعماً بروح الحب والولاء والانتماء لوطننا الحبيب . ومليكنا المفدى ، ونختم بدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ﴿ ربِ اجعل هذا بلداً آمناً وأرزق أهله من الثمرات﴾.                                                  

مشرفة قسم التاريخ

بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالفيصلية

 وفاء بنت زبن الرحيلي